لم تحمل الممرضات لقب ملائكة الرحمة من فراغ* وانما لطبيعة الدور الانساني الذي يقمن به في الاعتناء بالمرضي والسهر علي راحتهم والتخفيف من آلامهم ولكن*!..
*»سهي*« ممرضة من نوع اخر*.. لم تسهر مرة من اجل مريض ولم ترتد البالطو الابيض الناصع*.. ولكنها اختصرت الطريق وبحثت عن الثراء السريع بأي طريقة واي ثمن حتي لو كان الثمن هو جسدها وشرفها وسمعة اسرتها*.
كيف تحولت* »سهي*« من ملاك* يزرع الرحمة والامل في قلوب المرضي الي شيطان* يزرع الشوك والالم في قلوب من يقتربون منها*.. هذا ما نتعرف عليه في التحقيق التالي الذي نأمل ان يكون عبرة ودرسا لكل من تقبل علي* نفسها ان تتحول من ملاك رحمة الي ملاك من نار*.
علي الرغم من حصولها علي مجموع كبير في الثانوية العاصمة فإن* »سهي*« اختارت بارادتها الالتحاق بالمعهد العالي للتمريض ورفضت الالتحاق بأي كلية اخري من الكليات التي يؤهلها مجموعها للالتحاق بها*.
ذكاؤها والمامها باحتياجات سوق العمل هو الذي دفعها لاختيار المعهد العالي للتمريض بعد ان علمت بالعجز الشديد في اعداد الممرضات سواء داخل مصر او خارجها وهذا يعني انها لن تجلس يوما واحدا بلا عمل بعد تخرجها من المعهد*.
وبالفعل نفذت الفتاة الحسناء ماسعت اليه والتحقت بالمعهد العالي للتمريض وتخرجت بعد اربع سنوات لم تضعها هباء وانما عملت خلالها في بعض المستشفيات لتكتسب الخبرة العملية الي جانب الدراسة الاكاديمية وبمجرد تخرجها رفضت العمل في مستشفيات حكومية وفضلت المستشفيات التي تدفع رواتب مجزية للغاية*.
طموح جامح
علي الرغم من الراتب الكبير الذي كانت* تتقاضاه* »سهي*« فإنها كانت تطمع في المزيد لذلك وافقت علي العرض المغري الذي تلقته* للعمل في احدي المستشفيات الكبري بالخليج بعد ان وجدت ان راتبها هناك يصل الي خمسة اضعاف ماتتقاضاه في مصر*..
ورحبت اسرتها بالعرض الخليجي الذي سينتشل الاسرة بالكامل من دوامة الاحتياج*.
وسافرت سهي تسبقها احلامها في تكوين ثروة كبيرة*.. وتعرفت هناك علي ممرضات اخريات ينتمين الي جنسيات مختلفة ويجمعهن هدف واحد وهو جمع المال الوفير*.
اقتربت منها ممرضة اوروبية واصبحت اقرب صديقاتها وتوطدت العلاقة*.. بينهما كثيرا وعرضت عليها صديقتها عملا إضافيا بعد انتهاء* مواعيد العمل* في المستشفي وهو تمريض احد الاثرياء من ابناء البلد الخليجي الذي يعملون به ومرافقته في منزله*.
ووافقت علي عرض صديقتها وتوجهت معها الي احد القصور الفاخرة واستقبلها صاحب القصر الذي اتفق معها علي الحضور يوميا لمدة ثلاث ساعات لمرافقة امه العجوز ومساعدتها علي تلقي العلاج مقابل اجر مجز*.
وفي اليوم المحدد حضرت في موعدها واستقبلها صاحب القصر ورافقها الي* غرفة امه في الطابق العلوي ولكنها فوجئت بالغرفة خالية وانقلب الشاب الهاديء الي وحش كاسر وانقض عليها واغتصبها بوحشية شديدة*.. ورغم مقاومتها الا انه تغلب عليها ونال ما اراد وما ان فرغ* من جريمته حتي جمعت ملابسها وهددته بالفضيحة وابلاغ* السلطات عنه وهنا فوجئت بصديقتها الممرضة الاوروبية تدخل وهي تحمل كاميرا فيديو واكدت لها ان كل ماحدث تم تصويره وسيتم ارسال نسخة لاسرتها في مصر ونسخة اخري لادارة المستشفي اذا لم تلتزم الصمت*.
وامام تهديدات الشيطانة الاوروبية انصرفت* »سهي*« في صمت ولم تتخذ اي اجراء*.. وتركتها صديقتها عدة ايام حتي تهدأ وتتمالك نفسها وعادت للضغط عليها مرة اخري واكدت لها ان بامكانها ان تصبح صاحبة ثروة كبيرة بعد استثمار جمالها بالشكل الامثل وبوسعها ان تربح في ليلة واحدة مايعادل راتبها في شهر كامل*.
وصارحتها بأنها عضو في شبكة دولية للرقيق الابيض وعرضت عليها الانضمام للشبكة*.
ثارت* »سهي*« في البداية ورفضت بشدة ولكن صديقتها الشيطانة لم تتركها وظلت* تطاردها وتغريها واكدت لها انها اذا نجحت في ضم عضوات جديدات للشبكة فإنها ستحصل علي خمسة الاف دولار عن كل فتاة تجلبها*.
ووافقت* »سهي*« وبدأت تتردد علي مصر لاستقطاب الفتيات اللاتي يحتجن الي المال واغرائهن بالسفر تحت* غطاء العمل كممرضات ونجحت بالفعل في جر عشرات الفتيات لمستنقع الرذيلة*.
* رحلة السقوط
تحركات* »سهي*« واتصالاتها لم تكن* بعيدة عن اعين رجال مباحث الاداب الذين استصدروا اذنا من النيابة لتسجيل مكالماتها وبعد تقنين الاجراءات تم القاء القبض عليها وهي في طريقها الي المطار بصحبة خمس فتيات*.. واعترفت الفتيات عليها بأنها كانت تنوي تجنيدهن ضمن شبكة دولية للرقيق الابيض ومنحتهم مبالغ* مالية لهذا الغرض*.. وبعد مواجهة سهي باعترافات الفتيات والتسجيلات التليفونية اعترفت بقيامها بتجنيد الفتيات للعمل ضمن شبكة دولية للرقيق الابيض تتخذ من منطقة الخليج العربي مسرحا لنشاطها*..
تم عرضها علي النيابة التي امرت بحبسها علي ذمة التحقيق ووجهت لها تهمة تسهيل الدعارة وادارة شبكة للاعمال المنافية للاداب.[center]